بعد عام من الحرب.. صبي فلسطيني يروي معاناة الأطفال في غزة

بعد عام من الحرب.. صبي فلسطيني يروي معاناة الأطفال في غزة

منذ اندلعت الحرب في غزة عقب أحداث 7 أكتوبر 2023، أصيب أكثر من 95 ألف فلسطيني، من بينهم أكثر من 12 ألف شخص بحاجة إلى الإخلاء الطبي العاجل.

في غزة بسبب الهجمات الإسرائيلية، وفي انتظار موافقة السلطات الإسرائيلية، لم يُسمح إلا لجزء صغير من الجرحى الفلسطينيين بمغادرة هذه المنطقة، ومن بينهم صبي يدعى عبدالرحمن، 15 عاماً، يتلقى العلاج حالياً في مستشفى أطباء بلا حدود في عمان، الأردن.

يقول عبدالرحمن في شهادة أمام منظمة "أطباء بلا حدود"، في ذلك اليوم من شهر فبراير كانت أمي نائمة، غادرت المنزل مع ابن عمي وصديق لنبحث عن الطعام، ذهبنا إلى مكان أقام فيه الجنود الإسرائيليون لبعض الوقت من قبل، لأنهم غالبًا ما يتركون الملح أو الدقيق، أردت إحضار بعض منها.

كنا بالقرب من شارع الرشيد على الواجهة البحرية عندما رأينا جنوداً إسرائيليين، فبدأنا بالركض، كنت في المنتصف بين ابن عمي وصديقي، سمعنا صوت طائرة تحلق فوقنا، وفجأة شعرت وكأنني أدور حولي ولم أتمكن من رؤية أي شيء، عندما استعدت وعيي، كان ابن عمي يجرني إلى جانب الطريق، قال لي: "إذا بقينا هنا، سنموت جميعاً"، لقد ربط شيئا حول ساقي وهرب.

صرخت طلباً للمساعدة

بدأت بالزحف نحو الرصيف، وما زلت أسمع القذائف تسقط بالقرب مني، واستمر هذا الحال لمدة ساعة تقريبا، صرخت طلباً للمساعدة، ثم فقدت الوعي، وفي لحظة ما ظهر شاب، حملني على كتفه.. أتذكر أنه كان يسقطني في بعض الأحيان على الأرض، ثم يحملني ويواصل المشي، وبعد فترة، وضعني على لوح خشبي، وبمساعدة أشخاص آخرين، نقلوني إلى المستشفى الأردني في غزة.

وفي المستشفى الأردني، اعتقد الأطباء أنهم سيضطرون إلى بتر ساق عبدالرحمن ولكنه نقل إلى المستشفى الأهلي العربي حيث أجرى الجراحون عملية جراحية طارئة وتمكنوا من إنقاذ ساقه، ونظرًا لنقص الإمدادات الطبية في غزة، أجرى الجراحون عملية جراحية له دون تخدير.

يقول عبدالرحمن: يقوم الأطباء بفرك اليود داخل الجرح لمنعه من العدوى، لقد كان ذلك تعذيباً، وبعد ثلاثة أسابيع، نقلوني إلى مستشفى الشفاء، لأن الجيش الإسرائيلي كان يلقي قنابل بالقرب من المستشفى الأهلي العربي ولم يعد المكان آمناً.

وأضاف: "أقمنا في الشفاء شهرين وكانت هناك مجازر كل يوم، وعندما هاجم الإسرائيليون المستشفى في شهر مارس، اضطررنا إلى الفرار، لم تكن هناك سيارات، فاضطررنا للذهاب إلى جنوب غزة على ظهور الحمير.. في كل مرة نواجه فيها إسرائيليين، كانوا يخيفوننا ويجبروننا على رفع أيدينا والنزول من على الحمير".

الإخلاء الطبي

عندما وصل عبدالرحمن وعائلته إلى جنوب غزة، تم إدخاله إلى مستشفى يوسف النجار في رفح، وبعد مرور أسبوع، سُمح له ولوالدته بالنقل الطبي إلى مستشفى في القاهرة، مصر، قبل نقلهما إلى مستشفى منظمة أطباء بلا حدود في عمان، الأردن، بعد بضعة أشهر.

وفي مستشفى أطباء بلا حدود، خضع عبدالرحمن لعملية جراحية لتعديل جهاز التثبيت الخارجي في ساقه اليمنى، وتلقى العلاج الطبيعي يومياً للمساعدة في شفاء عظامه، كما حصل على دعم الصحة العقلية.

يقول عبدالرحمن: “قبل وصولي إلى عمّان، لم يكن بإمكاني التنقل إلا بكرسي متحرك.. الآن أستطيع المشي على عكازين، بفضل العلاج الطبيعي”.

ويتابع الطفل الفلسطيني: "نود العودة إلى غزة، لكن جميع منازلنا دمرت، أريد أن أجد والدي وإخوتي وأخواتي الذين ما زالوا في غزة، كثيرا ما أحلم بهم.. عندما أكبر، أتمنى أن أصبح جراحًا، مثل هؤلاء الجراحين الذين ساعدوني كثيرًا".



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية